يتسم التعليم العالي بسمات تاريخية بارزة وأهداف مشتركة على مستوى العالم، وبالرغم من ذلك؛ فإن أهداف المؤسسات الجامعية تختلف باختلاف الأقطار، بل وباختلاف الجامعات داخل القطر الواحد أحيانا، وأيضاُ باختلاف المرحلة التاريخية، إلا أن هناك إطاراُ موحداً لأهداف الجامعات، يمكن بلورته في ثلاث مهام أساسية، وهي: التعليم، والبحث العلمي، وخدمة المجتمع، ولضمان نجاح مؤسسات التعليم العالي في الألفية الثالثة، ولتحقيق الجودة والفاعلية والتميز في أداء وظائفها في الظروف الطبيعية، وأثناء الأزمات، لا بد من أن تصبح الجامعات هي المؤسسات الرائدة في المواكبة والتكيف مع المتغيرات والتحولات المعاصرة، خاصة مع زيادة المخاطر والأوبئة العالمية، وذلك من خلال تنمية الوعي المعرفي والتكنولوجي وتوطين العلوم واعتماد التطبيقات والبرامج التقنية واستخدام الوسائل الحديثة في التعليم والبحث والخدمات الجامعية المختلفة

وبدورها وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في اليمن؛ تسعى لمأسسة التحول الرقمي في التعليم العالي تدريجيا وفقا للإمكانات المتاحة، حيث تم تأسيس مركز تقنية المعلومات في التعليم العالي عام 2007م، ويعنى باقتراح السياسات العامة لأنظمة وتقنية المعلومات في مجال التعليم العالي واقتراح والخطط والبرامج والمساهمة في بناء الخدمات المعلوماتية للمكتبات والتعليم الإلكتروني وغيرها في كافة مؤسسات التعليم العالي، إلا أنه ومع ظهور وباء كورونا، واكتساحه معظم الدول، تم تعليق العملية التعليمية في الجامعات اليمنية، وشعرت قيادة التعليم العالي بصعوبة الموقف، وبدأت الحاجة أكثر لاستخدام التقنية في الإدارة والتدريس والبحث العلمي على مستوى الوزارة وعلى مستوى الجامعات، ودور التكنولوجيا في تجويد التعليم العالي وتيسير الوصول للاعتماد، مما يستوجب بلورة الرؤى والأفكار، وحشد الطاقات، وإجراء الدراسات والبحوث، وتحديث السياسات والخطط الاستراتيجية، وتطوير البرامج والمقررات الدراسية، وتوظيف التكنولوجيا في مختلف الجوانب التعليمية والإدارية.

وقد سعى مركز تقنية المعلومات في التعليم العالي، بإشراف معالي أ. حسين حازب وزير التعليم العالي والبحث العلمي، وبالشركة مع الجامعة الامارتية الدولية وجامعة العلوم والتكنولوجيا الى عقد عدد من المؤتمرات تسهم في توظيف التكنولوجيا في مختلف الجوانب التعليمية. واَخرها في العام 2022م المؤتمر العلمي الثالث "المعرفة التكنولوجية والتحول الرقمي في التعليم العالي".

وتأتي أهمية عقد المؤتمر الحالي "تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي وضمان جودة التعليم العالي" لتعزيز وتشجيع المؤسسات التعليمية من استخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في التعليم العالي بشكل فعال وآمن وتحقيق جودة التعليم العالي المرجوة من خلال تقديم منصة للنقاش والتفاعل بين الخبراء والمتخصصين في مجالات الذكاء الاصطناعي والتعليم العالي، وتسليط الضوء على جملة من التحديات والتحولات المعاصرة لما تشهده مجالات الذكاء الاصطناعي من تطورات هائلة وسريعة، حيث أصبح هذا المجال أكثر نمواً وتطوراً من ذي وقت مضى وخاصة في خدمة المجالات الصحية والإدارية والتعليمية. كما تكمن أهمية المؤتمر أيضا في تزويد صناع القرار بتوصيات ومقترحات علمية حديثة وشاملة تسهم في رسم السياسات واتخاذ القرارات المناسبة تجاه محاوره المؤتمر، وتعزيز التعاون بين المؤسسات التعليمية والشركات في مجالات الذكاء الاصطناعي وضمان جودة التعليم العالي، وتمكين الجامعات اليمنية والمجتمع من الاطلاع على اخر الخبرات والتجارب والممارسات التطبيقية العربية والدولية ذات العلاقة، والاستفادة منها بما ينسجم مع التوجهات العامة للدولة واستراتيجية وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، ومتطلبات العصر الرقمي واحتياجات المجتمع والتنمية الشاملة والمستدامة.