يتسم التعليم العالي بسمات بارزة ووظائف مشتركة على مستوى العالم، تتبلور في ثلاث، وهي: التعليم، والبحث العلمي، وخدمة المجتمع. ولضمان نجاح مؤسسات التعليم العالي في الألفية الثالثة وعصر التحول الرقمي، ولتحقيق الجودة والفاعلية والتميز في أداء وظائفها في الظروف الطبيعية، وفي حالات الطوارئ، لا بد من أن تصبح الجامعات هي المؤسسات الرائدة في المواكبة والتكيف مع المتغيرات والتحولات المعاصرة، خاصة مع زيادة المخاطر والأوبئة والأزمات العالمية، وذلك من خلال تنمية الوعي تجاه المعرفة التكنولوجية والتحول الرقمي في التعليم، من خلال آليات عمل تسهم في نقل وتوطين المعارف والعلوم والتقنيات، واعتماد التطبيقات والبرامج التقنية، واستخدام الوسائل الحديثة في الإدارة الجامعية والتعليم والبحث العلمي، وفي عمليات التطوير والتحسين لضمان جودة التعليم العالي وتيسير الوصول للاعتماد الأكاديمي، مما يستوجب بلورة الرؤى والأفكار، وحشد الطاقات، وتحديث السياسات والخطط الاستراتيجية، وإجراء الدراسات والبحوث، وتطوير البرامج والمقررات الدراسية، وتوظيف التكنولوجيا في مختلف الجوانب التعليمية والإدارية، وهو ما سيتناوله المؤتمر الحالي بالدراسة والتحليل
1 – التحول الرقمي (الواقع والطموح).
2 – المعرفة التكنولوجية ومتطلبات التحول الرقمي.
3 – الأتمتة والدمج التكنولوجي.
4 – التعليم الرقمي في مؤسسات التعليم العالي.
5 – جودة التعليم والتحول الرقمي: الواقع والرهانات المستقبلة.
6 – التحول الرقمي ومتطلبات الاعتماد الأكاديمي.
7 – البحث والنشر العلمي والتحول الرقمي.
8 – المسؤولية المجتمعية للمؤسسات والأفراد تجاه التحول الرقمي.
9 – تجارب وخبرات وممارسات تطبيقية حول التحول الرقمي في مجال التعليم العالي
أ.د/ عبد العزيز صالح بن حبتور
رئيس مجلس الوزراء
فرضت الأوضاع الدولية الجديدة العديد من التحديات التي أدّت إلى تسارع الأحداث دون توقف، وهذا التسارع لم يعد بالإمكان الهروب من تبعاته؛ وفي مجال التعليم والتعليم العالي على وجه الخصوص، حيث يواجه هذا المجال العديد من التحديات التي تحتم التعامل مع هذه التطورات الهائلة في الجوانب المعرفية والتكنولوجية، ومواكبتها لتغيير أساليب التعليم الجامعي التقليدي، فظهرت في العديد من الجامعات العريقة مصطلحات ومفاهيم جديدة كالتعليم الإلكتروني، والمكتبة الإلكترونية، وأنظمة إدارة التعليم وغيرها.
نفتتح اليوم فعاليات المؤتمر العلمي الثالث الموسوم بعنوان: المعرفة التكنولوجية والتحول الرقمي في التعليم العالي: نحو تعزيز جودة التعليم العالي، ويحدونا الأمل بأن مؤسساتنا وكوادرنا الوطنية قادرة على مواجهة التحديات في مختلف المجالات، ونبعث للعالم أجمع برسالة مفادها أن اليمن ستظل محرابا للعلم والمعرفة على مر العصور، حيث لا زالت الظروف الدولية والمتغيرات الجديدة في مجال التعليم تفرض نفسها على كل الدول ومنها بلادنا؛ إذ أصبح التحول الرقمي ضرورة عصرية لا غنى عنها في كل مؤسسات التعليم العالي، ولعل نجاح المؤتمرَين العلميّين السابقين من خلال ما حظيا به من اهتمام بالغ من قبل كافة المؤسسات الرسمية ليؤكد أننا في «وزارة التعليم العالي والبحث العلمي» نسير في الطريق الصحيح في مجاراة المتغيرات التعليمية والبحثية والتقنية؛ بما يحقق أهداف التعليم العالي ويلبي متطلبات المرحلة واحتياجات التنمية وخدمة المجتمع.
ومما لا شك فيه: أن هذا المؤتمر العلمي المهم وما سبقه من مؤتمرات يأتي ضمن مسؤوليات وزارة التعليم العالي والبحث العلمي كنشاط علمي سنوي ينظمه «مركز تقنية معلومات التعليم العالي»، بالتنسيق والتعاون مع عدد من الجامعات والجهات ذات العلاقة كنوع من الشراكة المجتمعية، في ظل العدوان الغاشم والحصار الجائر على بلادنا، وبدورنا نوجه الشكر والتقدير لمعالي وزير التعليم العالي والبحث العلمي، ولكافة قيادات الوزارة، وللقيادات الجامعية والمؤسسات البحثية؛ لتفانيها في هذا الظرف الاستثنائي من تاريخ شعبنا العظيم، متمنيا للوزارة وللباحثين التوفيق والنجاح ومن نصر إلى نصر إن شاء الله.
أ/ حسين علي حازب
وزير التعليم العالي والبحث العلمي
رئيس المؤتمــــر
بسم الله الرحمن الرحيم
القائل: {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَ الَّذِينَ أُوتوا الْعِلْمَ دَرَجَات} صدق الله العظيم
والصلاة والسلام على سيدنا محمد بن عبدالله وعلى آله وصحبه ومن والاه ،،، وبعـــــد:
– الأخ الشيخ/ جابر الوهباني – عضو المجلس السياسي الأعلى
– الإخوة/ الوزراء
– الإخوة/ رؤساء الجامعات وعمداء الكليات
– الإخوة/ المشاركون من الباحثين والمهتمين من داخل اليمن ومن الخارج
– الإخوة والأخوات .. الحاضرون جميعاً كلٌ باسمه وصفته.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته …. وأسعد الله بالخير صباحكم.
نرحب بكم أجمل ترحيب في هذا اليوم .. ونحن نفتتح للعام الثالث على التوالي أعمال وفعاليات المؤتمر العلمي الثالث الموسوم بـعنوان: «المعرفة التكنولوجية والتحول الرقمي في التعليم العالي – نحو تعزيز جودة التعليم العالي» .. والذي ينظمه مركز تقنية المعلومات ومجلس الاعتماد الأكاديمي وضمان جودة التعليم العالي .. بالشراكة مع الجامعة الإماراتية وجامعة العلوم والتكنولوجيا.
ويناقش المؤتمر على مدار يومين وفي إطار المحاور التي وضعت .. عدداً من أوراق العمل التي يشارك بها باحثون ومهتمون من داخل اليمن وخارجه.
ويُعد العـام 2022م عاماً استثنائياً – وخطوة غير مسبوقة – بالنسبة للتعليم العالي والبحث العلمي .. فقد كان حافلاً بالكثير من الأنشطة والفعاليات العلمية التي عقدت أو نفذت على مستوى مجال البحث العلمي .. فقد عقدت خلاله أكثر من (22) مؤتمراً علمياً وندوة وورشة عمل.. أقامتها الوزارة والمؤسسات التابعة لـ (مركز تقنية المعلومات، ومجلس الاعتماد الأكاديمي)، وعدد من الجامعات الحكومية والأهلية .. وننهي عامنا الحالي بعقد هذا المؤتمر والذي يأتي خاتمة لتلك الأنشطة والفعاليات العلمية.
الإخوة والأخوات:
الحاضرون جميعاً:
يأتي انعقاد هذا المؤتمر والذي يناقش أحد أهم موضوعات العصر الراهن «المعرفة التكنولوجية والتحول الرقمي وأهميته في التعليم العالي .. «وهو موضوع في غاية الأهمية.. خاصةً ونحن نعيش عصراً يشهد فيه العالم متغيرات وتحولات جذرية في مختلف المجالات.. عصرًا يتسم بالحداثة والتطورات العلمية المتسارعة .. بعد أن كان يعيش حالة من الركود في مختلف العلوم والمعرفة.. واستخدام الوسائل التقليدية للحصول على المعلومات وتخزينها.
ومع ظهور العلم الحديث.. وما نتج عنه من تطورات علمية وتكنولوجية هائلة.. ومع هذا التقدم العلمي أصبح العالم على مر السنوات يشهد متغيرات وتحولات كبيرة فرضت نفسها بقوة في العديد من المجالات.. وصولاً إلى ما يعرف اليوم بعصر المعرفة التكنولوجية والتحول الرقمي.
ندرك تماماً أن التعليم العالي أحد المجالات المهمة التي تسهم كثيراً في تطور ونهضة المجتمعات.. ولذلك فإن الواقع الذي نعيشه في اليمن يحتم علينا أن نواكب هذه التطورات.. ونلتحق بركب العالم المتقدم والاستفادة من تجاربه في التعليم العالي والبحث العلمي.. والعمل على تطوير مستوى أداء جامعاتنا وأنظمتها التعليمية والمناهج.. وطرائق التدريس.. ووسائل التعليم والتعلم.. وغيرها من المتطلبات التي تمكننا من مواجهة أية تحديات تواجهنا أو تواجه الجامعات.. والتحول إلى طرق وأساليب حديثة في تعليمنا الجامعي.. والابتعاد عن أساليب وطرق التدريس التقليدية تدريجياً التي لازالت قائمة في معظم الجامعات والكليات.. فالعصر عصر المعرفة التكنولوجية والتحول الرقمي .. وعلينا أن نستفيد من مخرجات هذا المؤتمر في هذا الجانب.
الإخوة والأخوات:
الحاضرون جميعاً:
بما أننا جزء من العالم، فقد تأثرت بلادنا كثيراً بجائحة كورونا (كوفيد – 19).. وما واجهته من ظروف صعبة بسبب العدوان والحصار .. فقد شكل ذلك بالنسبة لنا تحديات كبيرة عانى منها مجتمعنا .. ومؤسساتنا .. وعلى وجه الخصوص مؤسسات التعليم العالي.
وحتى لا تتأثر جامعاتنا بهذه الظروف والتحديات .. وتؤدي إلى توقف العملية التعليمية فيها، فقد حرصنا على مواجهتها بشتى الوسائل الممكنة والمتاحة .. والبحث عن حلول ووسائل بديلة للاستمرار في أداء واجباتها ومسؤولياتها .. ويتمكن أبناؤنا الطلاب من مواصلة تعليمهم الجامعي .. فجاءت فكرة عقد المؤتمر الأول في نوفمبر من العام 2020م والذي ركز على التعليم الإلكتروني بمختلف أنواعه، وأهمية الأخذ به، وتطبيق أساليبه في مؤسسات التعليم العالي .. تلى ذلك عقد المؤتمر الثاني في ديسمبر من العام 2021م والذي ناقش نفس الموضوع .. ولكن بشكل أوسع والاستفادة من التجارب العالمية في هذا الجانب .. وخرجا المؤتمران بمقترحات مهمة ساعدتنا كثيراً في تجاوز هذه التحديات .. والتحول جزئياً إلى التعليم الإلكتروني في الجامعات اليمنية.
الإخوة والأخوات:
الحاضرون جميعاً:
نؤكد من هنا على ما وجهنا به سابقاً: أن تركز الجامعات اليمنية على البحث العلمي وتوجيه أنشطته نحو قضايا ومشاكل المجتمع ومتطلبات التنمية .. وأن تكون مؤسسات تعمل كبيت خبرة.. وليس من العيب أن تستفيد من تجارب بعض الجامعات التي تنشط في هذا المجال.
الأخذ بالموجهات التي أطلقتها وتنادي بها دائما قيادتنا الثورية والسياسية لإصلاح منظومة الدولة وتحقيق تنمية مستدامة للبلد .. والانطلاق أيضاً من أهداف ومبادرات الرؤية الوطنية لبناء الدولة اليمنية الحديثة .. خاصة وأن وطننا يعيش ظروفاً صعبة ومعقدة .. وبحاجة إلى تكاتف الجهود من قبل الجميع .. مؤسسات وأفراد ومنظمات مجتمع مدني وغيرهم.
أخـــــــــــــيراً:
نتوجه بخالص الشكر والتقدير.. على حضوركم .. ومشاركتكم الفاعلة في هذا المؤتمر من خلال أوراق العمل التي ستناقش أثناء جلسات المؤتمر .. ونخص بالشكر الباحثين المشاركين معنا وبشكل كبير وواسع .. من دول: مصر، بريطانيا، تونس، الجزائر، الأردن، ماليزيا، المغرب، العراق، ليبيا، فلسطين.
كما نتوجه بالشكر للجان المنظمة للمؤتمر .. وللأخوة/ المدير التنفيذي لمركز تقنية المعلومات ورئيس مجلس الاعتماد الأكاديمي .. ولكل من ساهم في الإعداد والتنظيم للمؤتمر.
نتمنى للمؤتمر التوفيق والنجاح .. والخروج بتوصيات تخدم التعليم العالي والبحث العلمي ومؤسساته .. والجهات ذات العلاقة.
وفق الله الجميع.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
مكان انعقاد المؤتمر
فندق تاج سبأ – صنعاء
أ.م.د./علي يحيى شرف الدين
نائب وزير التعليم العالي والبحث العلمي
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه المنتجبين:
أما بعد:
يطيب لي المشاركة إلى جانب معالي وزير التعليم العالي الأخ الأستاذ/ حسين حازب والقائمين على إدارة المؤتمر، في افتتاح هذا المؤتمر العلمي الثالث الذي تم فيه الحديث عن المعرفة التكنولوجية والتحول الرقمي في التعليم العالي لتعزيز الجودة، بعد أن نفذ مركز تقنية المعلومات في التعليم العالي -التابع للوزارة- مؤتمرين علميين سابقين في العامين 2020 و2021م تم تخصيصهما للتعليم الإلكتروني في مؤسسات التعليم العالي، برعاية الوزارة وبعض الجامعات المشاركة في ذلك، في ظل استمرار العدوان والحصار على بلادنا.
أوكلت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي مهمة تحقيق النتائج المطلوبة في الجانب الفني والتقني – للنهوض بواقع مؤسسات التعليم العالي اليمنية- لمركز تقنية المعلومات التابع لها باعتباره الجهة المعنية بهذا الأمر، وهو ما تحقق فعلياً على أرض الواقع من خلال قيام المركز بعقد مؤتمرين علميين، أولاها: كان في نوفمبر من العام 2020م، وثانيها: كان في نوفمبر من العام 2021م، وتم توجيه هذين المؤتمرين نحو التعليم الإلكتروني في مؤسسات التعليم العالي، ومثّلا حدثاً علمياً غير مسبوق؛ نظراً لحجم المشاركات الواسعة فيهما محليًا ودوليًا، من خلال أوراق العمل والأبحاث والدراسات العلمية المقدمة في المؤتمرين، بعد أن شهد العالم أزمة كورونا والتي كانت هي الدافع لهذا التوجه.
واليوم ونحن ننفذ مؤتمرنا العلمي الثالث للمركز بعنوان: «المعرفة التكنولوجية والتحول الرقمي في التعليم العالي – نحو تعزيز جودة التعليم العالي» في أواخر ديسمبر 2022م لنشعر بالسعادة البالغة؛ لأن هذا المؤتمر وما سبقه من مؤتمرات خلال فترة الحرب والعدوان على اليمن، قد أكد بأننا قادرين على صنع المزيد من النجاحات في المستقبل مثلما صنعناها في هذه الظروف بالغة التعقيد.
ختاماً: أرجو للمؤتمر كل النجاح والتوفيق في الوصول إلى الأهداف التي نطمح إليها جميعاً، كما أوجه شكري وتقديري لكل المنظمين لفعاليات المؤتمر، وعلى رأسهم المدير التنفيذي للمركز وكل الإخوة رؤساء اللجان وأعضاءها.
والله الموفق الى سواء السبيل…
أ.م.د/فؤاد حسن عبد الرزاق
المدير التنفيذي لمركز تقنية المعلومات في التعليم العالي
رئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر
انطلاقًا من موجهات الرؤية الوطنية، وتنفيذا لاستراتيجية «مركز تقنية المعلومات في التعليم العالي» بالتعاون مع «مجلس الاعتماد الأكاديمي» وعدد من الجامعات اليمنية المشاركة، التي تأتي في ضوء استراتيجية «وزارة التعليم العالي والبحث العلمي» وتوجيهات ودعم قيادته، يأتي انعقاد مؤتمرنا العلمي الثالث، والذي تم توجيهه للحديث عن المعرفة التكنولوجية والتحول الرقمي في التعليم العالي ليكمل المسيرة التي بدأنا بها في المؤتمرين العلميين الماضيين، واللذين نفذهما المركز خلال العامين 2020 و 2021م في مجال التعليم الإلكتروني في مؤسسات التعلمي العالي، بعد أن شهد العالم أزمة كورونا التي كادت أن تسهم في إصابة العالم بالشلل التام في مختلف المجالات وعلى رأسها التعليم، حيث لا تزال عزائم الرجال في اليمن قادرة على صنع الكثير، كما أنها قادرة على مواجهة كل التحديات التي يعانيها وطننا الحبيب في كل قطاعات الدولة المختلفة، ولعل فعاليات هذا المؤتمر هي إحدى النتائج التي تؤكد صدق هذه العزيمة والتوجه الجاد نحو بناء الدولة اليمنية الحديثة.
وبالتأكيد فإن مؤتمرنا العلمي هذا كسابِقيه من المؤتمريَن العلميّين، يأتي برعاية كريمة من «المجلس السياسي الأعلى» و«دولة رئيس الوزراء رئيس المجلس الأعلى للتعليم العالي»، تجسيدا لاهتمام القيادة السياسية بقطاع التعليم والبحث العلمي، كأحد أبرز ركائز التنمية والصمود.
لقد نجاح المؤتمرين الأول والثاني للتعليم الإلكتروني حافزًا كبيراً في الدفع لعقد هذا المؤتمر؛ نظراً لما حققاه من صدى واسع واهتمام بالغ من كل مؤسسات التعليم العالي في الداخل ومعها الكثير من مؤسسات التعليم العالي في الخارج، ومن مختلف الدول لتوسيع المشاركة البحثية في هذا المؤتمر العلمي الثالث والعمل على انعقاده بالشكل الذي يليق بالمشاركين.
ختــــامًا:
أتوجه بجزيل الشكر والتقدير لقيادتنا الإشرافية، وفي مقدمتهم معالي الأستاذ/ حسين حازب، وزير التعليم والبحث العلمي، ونائبه الدكتور علي شرف الدين، وللداعمين وللمشاركين من باحثين وأكاديميين ومهتمين، مع عظيم الامتنان والعرفان لأصحاب الفضل الرئيس -بعد الله- في نجاح الترتيبات والتحضير لانعقاد هذا المؤتمر، رؤساء وأعضاء اللجان العلمية والتنظيمية والأمنية، الذين بذلوا قصارى جهودهم لأكثر من ستة أشهر بمعنويات عالية وبروح الفريق الواحد بعد الله، و بطموحات نتشاركها جميعًا من أجل مستقبل أفضل للتعليم العالي في بلادنا، وبالله التوفيق..
أ.د/ أحمد غالب الهبوب
رئيس مجلس الاعتماد الأكاديمي
يشهد عالمنا المعاصر انفجارًا معرفيا وثورة تقنية غير مسبوقة، أثّرت في شتى جوانب الحياة، ومثلت أحد أهم العوامل الرئيسة لتحديث المجتمعات وتقدم الأمم، حيث صارت الدول المعاصرة أمام خيارين: إما أن توظف إمكانيات هذه الثورة المعرفية، أو تكون خارج معادلة التقدم، فلا يمكن أن تندمج المجتمعات المعاصرة مع العالم الرقمي الجديد، إذ لم تبدأ فعلياً في التأسيس لمتطلبات هذه الثورة، وقد نجحت الدول المتقدمة في هذا الجانب إلى حد كبير، إدراكا منها أنه في الوقت الذي يمثل التعليم الإلكتروني ضرورة من أجل مواكبة الثورة التقنية، فإنه أيضا يعد أبرز مداخل تحديث العملية التعليمية وتحولها من طور التقليدية إلى طور الحداثة.
وإذا كانت الجامعات هي قائدة التغيير ورائدة التطوير والتحديث في أي مجتمع، فلابد لها من أن تكون سباقة في التعامل مع هذه الثورة المعرفية المعاصرة، فقد أحدث التحول الرقمي ثورة في الفكر التربوي؛ دفعت أعلام الفكر التربوي إلى استحداث نظريات تعليمية تتواكب مع مستجدات العصـر الرقمي، الذي يقتضي تطوير نظم تعليمية حديثة في بيئات تعلم جديدة كبيئة التعلم الإلكتروني، وهنا برزت الحاجة إلى نظريات تعلم جديدة تواكب تلك البيئة الرقمية التي اكتسحت بيئات التعلم التقليدية، وأصبحت منهجاً يوجه مسارات العملية التعليمية وخاصة في الجامعـات المتقدمة، وكانت في طليعة هذه النظريات الجديدة، النظرية الترابطية أو التواصلية (Connectivism Theory) التي تنطلق من اعتقادٍ مفاده: إن أبرز نظريات التعلم التقليدية مثل السلوكية والمعرفية والبنائية، لم تعد صالحة لتوجيه نظم التعليم المعاصرة؛ لكونها قد أعدت في وقت لم يكن للثورة التكنولوجية تأثير كبير على نظم التعلم. حيث كانت المعرفة تنمو ببطء، في حين أن المعرفة الرقمية في وقتنا الحالي تنمو بمعدلات غير مسبوقة؛ الأمر الذي يتطلب نظريات ومعايير ومؤشرات جديدة.
ومع انتشار التعليم الرقمي وتعدد استخداماته، ظهرت الحاجة إلى وجود معايير ومؤشرات واضحة ومحددة، يتم في ضوئها بناء برامج التعلم الرقمي وتقويمها، وذلك لتحقيق تحسينات جوهرية في جودة وفاعلية العملية التعليمية، فقد ظهرت العديد من نماذج المعايير الخاصة بالتعليم الإلكتروني، مثل: معايير IEEE ,IMS, SCORM , وهذه النماذج المعيارية وغيرها متشابهة إلى حد ما في متطلباتها، إلا أن معايير (سكورم) والتي تبنتها مؤسسة توزيع التعلم المتقدم، قد اكتسبت قبولا أكبر بين المهتمين بالتعليم الإلكتروني؛ مما عجل من انتشارها واعتمادها في العديد من أنظمة التعليم العالي المعاصرة. لذلك أصبح تبني التحول الرقمي في مؤسسات التعليم العالي مسألة ضرورية واستجابة واقعية لمتطلبات هذه الثورة الرقمية.
إلا أن دور مؤسسات التعليم العالي في الدول العربية، وخاصة اليمن لازالت محكومة بدرجة كبيرة بأساليب تقليدية، بل لازالت الجامعات اليمنية تعاني من تفشي ظاهرة الأمية الإلكترونية، إذ أن هذه الظاهرة تهيمن على فئة كبيرة ممن استعصى عليهم فهم الثورة الرقمية وفك رموزها الإلكترونية.
ونرى أن انعقاد هذا المؤتمر بعنوان: «المعرفة التكنولوجية والتحول الرقمي في التعليم العالي» نحو تعزيز جودة التعليم العالي، يمثل إضافة نوعية واستجابة واقعية لمتطلبات هذه الثورة التقنية. ولذلك نطلب من هذا المؤتمر الخروج بتوصية تؤكد ضرورة وضع موضوع التحول الرقمي في التعليم العالي ضمن معايير ومتطلبات الاعتماد، سواء أثناء استحداث البرامج والمؤسسات، ليكون ضمن معايير (النارس)، أو ضمن معايير الاعتماد الأكاديمي ومتطلباته الرئيسة، بحيث يتم اعتماد محتوى معياري إلزامي للتعليم الإلكتروني في مؤسسات التعليم العالي، وذلك وفقًا لتوصيات المنظمات الدولية واتحاد الجامعات العربية، وفي ضوء ما أكدته توصية المؤتمرات العلمية السابقة في هذا الصدد.
لنا عظيم الأمل في أن تستفيد الجامعات والجهات ذات العلاقة من التوصيات التي سيسفر عنها المؤتمر.
وختاما: نتقدم بخالص الشكر وعظيم التقدير للإخوة القائمين على هذا المؤتمر النوعي، وأخص بالذكر أ.د/ فؤاد عبد الرزاق، المدير التنفيذي لمركز تقنية المعلومات.
والله الموفق والهادي الى سواء السبيل،
أ.م.د. محمد ضيف الله السرحي
رئيس اللجنة العلمية
تقــــــوم استراتيجية التعليم الحديثة على اقتصاد المعرفة، فقد أصبح نجاح النظم التعليمية يُحدد بمقدرتها على إعداد كوادر بشرية مؤهلة، تسهم بإيجابية في بناء صرح التحضر العلمي، وتشارك في زيادة معدلات الإنتاج والاستثمار، ويعد التحول الرقمي جسر العبور إلى التعليم القائم على اقتصاد المعرفة.
إن النضج الرقمي هو الهدف الأساس المرجو من التحول الرقمي، ولا يتحقق هذا إلا عبر معرفة تكنولوجية متكاملة وتغيير جذري في العقلية والمهارات وممارسات الأعمال، وتشجيع الابتكار في العقول والثقافة والعادات والأدوار والعمليات، ولا تنضبط هذه الأمور إلا بضمان جودة التعليم العالي الذي سيتم عبره إنجاز كل ما سبق.
ومن أجل ذلك حرِصنا على أن يكون عنوان هذا المؤتمر ومحاوره شاملة لكل ذلك: «المعــرفــة التكنولوجية والتحول الرقمي في التعليم العالي» نحو تعـزيز جــودة التعليــم العالي.
ومنذ الوهلة الأولى لإقرار عنوان المؤتمر وتشكيل لجانه المتخصصة وتسمية أعضائها، قامت اللجنة العلمية بدعوة الباحثين والخبراء والأكاديميين والمختصين في الجامعات والمؤسسات ذات العلاقة بموضوعات المؤتمر، لتقديم أوراقهم البحثية بتاريخ 1/أكتوبر/2022م وذلك وفقًا للمحاور التي أعدتها اللجنة وهــي تسعة محاور:
1 – التحول الرقمي (الواقع والطموح).
2 – المعرفة التكنولوجية ومتطلبات التحول الرقمي.
3 – الأتمتة والدمج التكنولوجي.
4 – التعليم الرقمي في مؤسسات التعليم العالي.
5 – جودة التعليم والتحول الرقمي: الواقع والرهانات المستقبلة.
6 – التحول الرقمي ومتطلبات الاعتماد الأكاديمي.
7 – البحث والنشر العلمي والتحول الرقمي.
8 – المسؤولية المجتمعية للمؤسسات والأفراد تجاه التحول الرقمي.
9 – تجارب وخبرات وممارسات تطبيقية حول التحول الرقمي في مجال التعليم العالي.
ومن ثم قامت اللجنة العلمية بوضع الشروط والتعليمات التي يجب أن تكون عليها الأوراق المقدمة وحددت معايير الورقة العلمية، وكذلك حددت المواعيد والمدد لتسليم الملخصات والأوراق، وقامت بإعداد استمارة تحكيم للأوراق البحثية، وتم تشكيل لجنة لتحكيم الأوراق من 43 محكمًا من التخصصات التي تضمنتها محاور المؤتمر، وكانت النتيجة بعد الفحص والتدقيق والتحكيم للأرواق العلمية كمــا يأتي: –
1 – عدد الأوراق العلمية المقدمة (133).
-2 عدد الأوراق العلمية المستبعدة لأنها لم تكتمل عناصرها (11).
-3 عدد الأوراق العلمية المقبولة للعرض والنشر (74).
-4 عدد الأوراق العلمية غير المقبولة (48).
-5 عدد المتحدثين (9).
-6 عدد الدول المشاركة (13) دولة عربية وأجنبية.
-7 تم إرسال الأوراق للتحكيم بدون البطاقة التعريفية للباحث، وتم تحكيم كل ورقة من محكمين، وعند التباين تم عرض الورقة على محكم ثالث. ومن ثم قامت اللجنة بإبلاغ الباحثين بنتائج التحكيم عبر إفادة رسمية.
وأعدت اللجنة العلمية برنامج المؤتمر وكل الوثائق المتعلقة به، وأعدت دليلًا للمؤتمر يتضمن ملخصات للبحوث المقبولة ووثائق أخرى.
والله الموفق،،،
……………………..
د./ نجيب محمد الكميم
رئيس الجامعة الإماراتية الدولية
إن الاتجاه نحو التحول الرقمي أصبح ضرورة حتمية للجميع، حيث شهد عالمنا تحولًا رقميًا في جميع القطاعات الحيوية، مثل: الصحة والتعليم والضمان الاجتماعي والخدمات المالية.. وغيرها، ونطاقات الأعمال مهما كان حجمها ونوعها، فقد بدأ التحول من هندسة البرمجيات إلى هندسة المعرفة في التحول الرقمي، والذي يعد من أبرز الآليات المطروحة لتحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة، والتي من شأنها المساهمة في علاج المشكلات الاقتصادية التي يعانى منها الاقتصاد، إلا أن التحول الرقمي يجب أن يبنى وفق استراتيجية مستدامة، تعتمد في جوهرها على ركيزتين أساسيتين، هما: الاستثمار في رأس المال البشرى، والحفاظ على رأس المال المادي بدلا من استغلاله ونضوبه. لذا وانطلاقاً من المتغيرات الهائلة التي يشهدها العالم، بما في ذلك التقنيات الجديدة والمتلاحقة، فإن مؤسسات التعليم العالي والجامعات أمام تحد كبير يقودها نحو الإسهام الفعال في بناء ثقافة مجتمعية تغير من طريقة تفكير الأفراد ومفاهيمهم ومهاراتهم، وتعزز من فرصهم في عملية التعليم لابتكار أساليب تفكير غير مسبوقة.
والجامعة الإماراتية الدولية وامتداداً للسنوات السابقة والتي بدأت منذ ثلاث سنوات، كانت فيها شريك أساس لانعقاد المؤتمر وتحرص على أن تكون شريكاً فاعلاً ومن المساهمين الأساسيين مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، ممثلة بمركز تقنية المعلومات، نحو قيادة المستقبل من خلال المشاركة في قيادة ونشر ثقافة تطوير المنظومة الرقمية في الدولة، انطلاقاً من قناعتنا بأن التفاعل الإنساني يمثل بيئة خصبة لنشوء الأفكار الجديدة والمشاريع المبتكرة التي تضيف قيمة حقيقية لحياة الإنسان.
وكما ساهم المؤتمر الأول والثاني في نشر ثقافة ووعي جديدين لدى مؤسسات التعليم العالي والمهتمين بالمجال، فإن المؤتمر الثالث نحو التحول الرقمي سيساهم ويفتح الأبواب نحو مجموعة من القضايا المهمة التي تؤرق المجتمع اليمني.
تمنياتنا للمؤتمر وللمشاركين فيه بالنجاح وأن يخرج بتوصيات تجد لها صدى في المجتمع، ويساهم تطبيقها في تعزيز ثقافة التحول الرقمي في اليمن، بما يتماشى والرؤية الوطنية 2030م للجمهورية اليمنية.
أ.د/ عادل أحمد المتوكل
رئيس جامعة العلوم والتكنولوجيا
إنه لمن دواعي سرورنا في «جامعة العلوم والتكنولوجيا» أن نشارك للسنة الثانية على التوالي في دعم ورعاية المؤتمر السنوي الذي تنظمه «وزارة التعليم العالي والبحث العلمي» ممثلة بـ «مركز تقنية المعلومات» و «مجلس الاعتماد الأكاديمي» بالوزارة في مؤسسات التعليم العالي، والذي من شأن مثل هكذا مؤتمرات تنمية الوعي لمؤسسات التعليم العالي تجاه المعرفة التكنولوجية والتحول الرقمي في التعليم العالي، ونشر الثقافة الإلكترونية في أوساط منتسبي الجامعات اليمنية أكاديميين وموظفين وطلبة.
كما يكتسب هذا المؤتمر والمؤتمرات السابقة أهميتها، في كونها تنسجم مع مضامين وموجهات الرؤية الوطنية في تطوير وتحديث التعليم في الجمهورية اليمنية.
إن المؤسسات التعليمية اليوم لا تعيش منفردة عن تلك المتغيرات العالمية، خاصة مؤسسات التعليم العالي، حيث يرتبط مستقبل الجامعات اليوم بتلك التطورات في مجال المعرفة والتكنولوجيا، وما يصاحبها من تدفق لامحدود للرؤى والتوجهات والأهداف والأفكار، فواقع وطبيعة التحديات التي تواجه الجامعات فرضت الكثير من التحولات المهمة في نظم التعليم الجامعي؛ لذا أصبح لزاماً على الجامعات اليمنية مواكبة هذه التحولات والسعي جنباً إلى جنب مع القيادة السياسية وحكومة الإنقاذ الوطني نحو المشاركة في صناعة مستقبل التعليم العالي في الجمهورية اليمنية، من خلال توفير الإمكانات المادية التقنية، وإعداد الثروة البشرية، وبناء الأفراد ذوي الكفاءة والتميز في التعامل مع تحديات الألفية الثالثة وعصر التحول الرقمي الذي من شأنه الإسهام في عمليات التطوير والتحسين لضمان جودة التعليم العالي وتسهيل الوصول للاعتماد الأكاديمي الدولي.
وهنا يجب الوقوف على ما تم تنفيذه من توصيات المؤتمر السابق، لاسيما فيما يتعلق بتعزيز الشراكة بين مؤسسات التعليم العالي وقطاع الاتصالات؛ لتعزيز القدرة التقنية وتوفير شبكة انترنت خاصة بالجامعات.
ختاماً.. نرجو للمؤتمر التوفيق والنجاح والخروج بنتائج وتوصيات عملية يتم ترجمتها على أرض الواقع لمواكبة التطورات في مجال التعليم الالكتروني.
- كتاب دراسة وابحاث مؤتمر التعليم الالكتروني الثالث الغلاف
- كتاب دراسة وابحاث مؤتمر التعليم الالكتروني الثالث الجزء الاول
- كتاب دراسة وابحاث مؤتمر التعليم الالكتروني الثالث الجزء الثاني
- كتاب دراسة وابحاث مؤتمر التعليم الالكتروني الثالث الجزء الثالث
- كتاب دراسة وابحاث مؤتمر التعليم الالكتروني الثالث ملحق الصور